ماذا نعني بالبعثات الدوبلوماسية، وما الفرق بين السفارة والقنصلية؟ | المحامي عبد الله جردات

ماذا نعني بالبعثات الدوبلوماسية، وما الفرق بين السفارة والقنصلية؟



ماذا نعني بالبعثات الدوبلوماسية، وما الفرق بين السفارة والقنصلية، وما هي المهام الموكلة لهم، وماذا تعني الحصانة؟ وهل يحق للسفارة القبض على مواطن مطلوب لدولته؟ وهل لي الحق في الاعتراض على رفض منح التأشيرة؟

فالبعثات الدبلوماسية هي مجموعة من الأفراد ممثلة برئيس البعثة الذي يطلق عليه "السفير" أو "القنصل" يتم ارسالهم الى دولة اخرى لضمان استمرار العلاقات السياسية والاقتصادية. هذا التعريف وغيره، ومزيد من الأنظمة رُسمت في اتفاقية فيينا للعلاقات الدوبلوماسية في العام 1961 التي جاءت لتحديد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي بين الدول.

 ولنعرف مستوى العلاقات بين دولتين يجب ان نعرف الفرق بين السفارة والقنصلية. فالفرق يكمن بمستوى التمثيل الدوبلوماسي بين دولتين وينعكس على المهام التي تقوم بها كل من السفارة والقنصلية.

 فالسفير يمثل الدولة المرسلة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا. وتعالج السفارة القضايا الرسمية وتقوم بالمفاوضات. اما القنصلية فتمثل الدولة المرسلة برعاية مواطنيها فقط واصدار الوثائق الرسمية لهم بالاضافة لتسهيل معاملاتهم لدى الدولة المستضيفة. ومن مهام القنصلية حماية رعاياها من التمييز والاعتداء ومطالبة الدولة المستضيفة بمعاقبة المعتدين والاعتذار لهم. 

والدفاع عنهم في الدولة المستضيفة في حال وجود ملاحقاتٍ قانونيةٍ لهم وضمان المحاكمةِ العادلة، وتعيين المحامين. وتصدر القنصلية الوثائق الرسمية مثل جوازات السفر والتأشيرات لدخول البلد التي تمثلها القنصلية. بالاضافة الى قبول طلبات الحصول على الجنسية وتسجيل الزواج والولادة والوفاة لمواطني القنصلية.

 ومن مسؤوليات القنصلية معالجة شؤون المواريث من مواطني دولتها وتسليم الوثائق القضائية باللغات الأجنبية. بالاضافة الى تأمين المحاضر ووثائق التحقيق وكتب التكليف أو التعميمات القضائية. وتكون الوثائق التي تصدرها القنصلية رسمية ومعتمدة، يمكن استعمالها داخل البلاد وخارجها. 

لذا يكون الفرق أن السفارة معنية بتمثيل الدولة المرسلة سياسيا، أم القنصلية فمهمتها رعاية المواطنين وخدمتهم. ويمكن ان تمثل دولة ما سفارة في العاصمة ويكون هناك في المدن الأخرى قنصلية لرعاية مواطنيها. ويتم اعتماد السفير أو القنصل وكامل البعثة الدبلوماسية بتقديم الطلب من الدولة المرسلة للدولة المستضيفة التي يحق لها القبول او الرفض لأحد الأشخاص. الحصانة الدبلوماسية هي ابرز امتيازات البعثة الدبلوماسية، سفارةً كانت أو قنصلية.ً

 فلا يجوز فتح أو حجز الحقيبة الدبلوماسية. عبارة نسمعها ولا ندرك حجم الحصانة للبعثات الدبلوماسية في الدول المستضيفة. فقد منع قانون الحصانة الدبلوماسية الذي أقر في فيينا الدول التي تستضيف البعثات الدبلوماسية بشكلٍ دائم أو مؤقت محاسبتهم بموجب قوانينها أو خضوعهم للقضاء المحلي. مما يفقد حق القضاء للمتضررين في بلدهم من افعال دبلوماسيين أجانب ممكن ان تصل للقتل المتعمد او بحادث. 

مثلما حدث في قضية مقتل شاب بريطاني صدمته دبلوماسية أمريكية بسيارتها وغادرت السيدة بريطانيا، ولم يستطع اهل الضحية مقاضاتها. وحتى مقر السفارة يعتبر بعد الاتفاق على مكانه جزء من اراضي الدولة المرسلة للبعثة ولا يتبع الدولة المستضيفة ولا يجوز اقتحامه او التدخل فيه. وتمتد الحصانة والرعاية من الدولة المستضيفة للبعثة الدبلوماسية لعائلاتهم وأماكن سكنهم واعفائهم من الضرائب. 

ولكن وبرغم هذه الحصانة للبعثات الدبلوماسية فلا يمكن تقديم طلب اللجوء إلى أية سفارة أو بعثة دبلوماسية لدولة ما. فبحسب المادة الأولى من اتفاقية جنيف للاجئين في العام 1951، "اللاجئ هو شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة". وأشارت لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة في العام 1965 أنه لا يجوز للمبعوث الدبلوماسي استخدام دار البعثة لايواء المجرميين أو المطاردين السياسيين. أي لا يجوز تقديم طلب اللجوء من خلال السفارات الأجنبية لكن يمكن تقديم طلب الحماية من سفارة بلدك او اي سفارة اخرى. وذلك في الحالات الانسانية شديدة الخطورة ولمدة محددة لتأمين سلامة الشخص مع ابلاغ سلطات الدولة المستضيفة بذلك بحسب اتفاقية هافانا في العام 1928. 

وفي المقابل يكون السؤال هل يمكن للسفارة القبض على مواطن مطلوب لدولته حين مراجعتها؟ ويكون الجواب بحسب اتفاقية فيينا التي تنص المادة 41 فيها على انه "يجب ان الا تستخدم دار البعثة باية طريقة تتنافى مع وظائف البعثة" الدبلوماسية. وليس من وظائف العمل الدبلوماسي العمل الشرطي او الاستخباراتي واي تجاوز يعتبر اخلال بالاتفاقيات وقواعد القانون الدولي. فلا يجوز احتجاز شخص داخل السفارة لاي سبب كان ويحق لك كمواطن مراجعتها حتى وان كان هناك مذكرة طلب بحقك.

 التأشيرة او الفيزا من أهم ما يشغل بال الكثيرين اثناء الحديث عن السفارات هو الحصول على تأشيرة الدخول للبلد المرسلة للبعثة ويغيب عنهم بعض الحقوق الموجودة لهم. 

يحق لأي شخص تقديم طلب الحصول على تأشيرة دخول اي بلد ما لم يكن هناك عائق مادي او قانوني مثل وجود منع دخول لاي سببا ما او عدم اثبات الالتزام بالعودة من البلد مانح التأشيرة. 

ويحق للشخص معرفة سبب الرفض لمنح التأشيرة والاعتراض وتقديم التظلم المكتوب لمراجعة الطلب. وفي حالة رفض التظلم ايضا يكون هناك سبيل من خلال رفع دعوى قضائية في البلد المراد السفر لها عن طريق وكيل او محامي هناك. وهنا تلتزم السفارة بالحكم القضائي وان اقر بمنح التأشيرة.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -